Operation was not accomplished
Operation accomplished successfully
No amount input found

كشاف الأدب الأندلسي على سبيل الببليوغرافيا

18 TND

About Book

يقوم البحث العلمي على قواعد «اشتباك معلومة بالضرورة بين القارئ ومراجعه. يسلّم الأول بحتمية حضورها فتطلب منه أن يكون أمينا لأصولها وعالما بدقائق منهجها ومتفرق أهدافها ومتنوع مرجعياتها وما خفي من خلفيات كاتبها وما ظهر ولقد اعتبرت الببليوغرافيا ركنا من أركان المعرفة العلمية الدقيقة وأخطرها : تطلبها كل حقول المعرفة على اتساعها فتتوقف مليا عند طرائق إجرائها، إن أهمية العمل الببليوغرافي عامة، وفي مجال الأدب على وجه الخصوص، علاوة على تنظيم المصادر والمراجع وتيسير الوصول إليها خاصة بعد ثورة المعلومات ورقمنتها ، يحتم تطور هذه الصناعة ما يمنحها وحدة في الإنجاز في كل مستوياتها النظرية والتطبيقية ومن نتائج هذه الأهمية الوعي بضرورة التكامل بين علم المكتبات والتوثيق والإحصاء وعلوم الإعلامية، بعيدا عن العمل الفردي اليدوي والتقليدي ولن يستقيم ذلك إلا من خلال جهد جماعي. والكشاف ثمرة عمل لم ينقطع. راكم العناوين في مكتبتنا، فتشابهت إلى حد الالتباس، وتباينت إلى حد التناقض ولم نظفر بكشاف يساعدنا على تنظيمها، رغم أن التصنيف في فهارس الأدب الأندلسي غالبا ما اتصل بعلماء الأندلس وهو عمل شامل لا يتجه إلى التخصص، ولا يستهدف الأدب على وجه التدقيق، ولعل ما كتب في مجال ببليوغرافيا الأدب الأندلسي لم يكن نوعيا من حيث مادته، و لم يكن كافيا في مجال الاختصاص فكثيرا ما اقترن ذكر المؤلفات الأدبية بغيرها من أجناس الإبداع، كالتاريخ والطب وعلم الكلام وعلوم اللغة والفلسفة وإن كنا لا ننكر ما بين هذه الحقول المعرفية من بينية معلومة، لكنها لا تنسجم مع الأعمال المتمحضة لتخصص الأدب الأندلسي. إن هذا الكشاف لا يعدو أن يكون فاتحة تستهدف ببليوغرافيا الأدب الأندلسي، وهو يحتاج إلى متابعة واستكمال واستقصاء لكل صنف من الأصناف التي ذكرنا ، وهو عمل لا ينهض به إلا فريق أو مجموعات بحث تتوفر على الآليات، فتتشابك مع علوم المكتبات، وفنون التوثيق، وتحسن استخدام المحامل الإلكترونية من خلال جهد عمل مؤسساتي قد يجد في المجهود الفردي مقدمة له لكنها غير كافية.

Search
Edition Details