-
هلوسات لا تبهج
كأنني بِه يُوَجِّهُ طَعناتٍ بِسِكِّين حادةٍ إِلى صَدْرِ الشيخ مِمَّا دَفَعَ جَمَاعَتَنا إِلى إِحْلالِ سَفْكِ دَمِهِ وَطَلَبِ رَأْسِهِ بِأَيِّ ثَمَن. كُنتُ الوسيط في ذلك، فأخبرتهم بمواعيد عَمَلِهِ وخُرُوجِهِ من المُؤسسة وبالطريق التي يسلكها في عودته، وبنوع سيارتِه وَرَقمِها التَّسَلْسُلِي، لكنّهم فاجأوني حِينَ طَلَبُوا مِنِّي أن أكون معهم في الكَمِينِ الذي نَصَبُوهُ لَهُ، يَومَها كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتأَخَّرَ في مقر الجريدة بانتظار أخبار نَشْرَةِ الساعة الثامنة نَظَراً لما سَيُعْلَن فيها من قرارات هامة. نَصَبْنا له كميناً في أحَدِ المُنعرجات. عندما أوقفنا سيارته تفاجأ أنني مع الجماعة، لقد لاحظت ذلك ورأيتُ نَظْرَةَ استغراب وَخَوْفٍ في عَيْنيه ، حِينَ جَذَبْناهُ مِن السيارة وَرَبَطْنَا يَدَيه خَلْفَ ظَهْرِهِ التَفَتَ نَحوي وَنَظَرَ إلي نظرةً كَثُرَتْ معانيها، نظرةً مازالت تُلاحقني، ولا أظن أنني سأتخلص منها، حينَ أَمْسَكْتُ برأسِهِ ، بَعْدَ وُصُولِنَا إِلَى ضِفَةِ الوادي اجتاحني إحساس غريب وأنا أرى بُروزَ رَقْبَتِهِ وَتُتُوءَ عروقها وقد جحظَتْ عيناه، ورأيتُهُ يُتَمتِمُ، فلم أشك في أنه يُشهد، في الأول لم أقْوَ على ذَبْحِه، وكانت يدي تَرتَعِدُ وهي تُمْسِكُ بالسكين، فَلأَوَّل مَرَّة في حياتي سأذبح إنساناً، ورغم ما كان يعتريه مِن خَوْفٍ تَمَكَّنَ مِن أَن يَبْصِقَ في وجهي هذه العبارة مُتحدِّياً مُحْتَقِراً نَفْذُ مَا هَدَّدْتَ بِهِ " كُنْتُ في وقت سابق قد هَدَّدْتُه إِيَّانَ خُروجنا من اجتماع مع المدير العام، بأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ الذَّبْحَ مِن خَلْف. كان حد السكين على رقبته وما عَليَّ سوى أَنْ أَصْغَطَ حتى تتمزق العُرُوقُ وَيَنْبَجِسُ الدَّمُ حَارَّاً"
11 TND -
اصمت لأراك
"تلك عادته في الليالي ينام على قلق فهو يعرف أن المسافة تقصر بين الجفون بين جفن الحياة وجفن الممات بين جفن السكوت وجفن الكلام هو يعلم أن القصيدة تأتي بلا موعد مثل صيف يفاجئنا بالهميم أو شتاء يفاجئنا بالشعاع هو يعلمُ أَنَّ المَطالِعَ مُسرِعةٌ ولذلك يسحب من جيبه قلماً قبل أن يُفلتَ الطَّيرُ من قلبه ويدون: لا لا تخف من ظلام الوجود فكما للنهار حدود لليالي حدود وكما للسما ما يرصعها للقلوب نجوم"
6 TND -
ربيع القلوب
ألامس روحك عن بعد كأن جسمي التحم بك، ليضمك إلى عمقه، ويتفاعل مع كل كيانك الجميل الحليم. أحبك يا أنت، أحبك وأهوى دربي إليك، أراك في منامي، لألتقي بك في صباحي، وألتحم بك في ليلي، وأعشقك حتى فجري، حتى تشرق شمسنا، وأعتكف إليك طوال حياتي،
9 TND -
أبو القاسم الشابي ديوان أغاني الحياة
من أبناء القرن العشرين الذين نشأوا فيما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، أيام كان العالم العربي يتعثر بين حاضره الأليم وماضيه القريب المنقوص، ودعاة الإصلاح وأنصاره الجديد في تلك الفترة الانتقالية، إنما يلقون جحودا وأذى لا تزيدهما سيطرة الغرب على الشرق وشموخه بحضارته، ووثوقه بمصيره، إلا احتداما وسطوة لدى فريق واسع من الخاصة والعامة على السواء. بيد أن الشاعر لم يتردد كثيرا حتى عرف سربه فانضم إليه، ثم صدح محلقا إلى أن اختطفته يد المنون، وهو في ريعان الشباب. كان والده من خريجي الأزهر ومن مجازيه، وبه درس أولا، فأقام بمصر في أوائل هذا القرن سبع سنين، ثم درس بتونس بجامع الزيتونة سنتين حصل بعدهما على "التطويع"، ثم سمي قاضيا شرعيا لسنة من ولادة بكره أبي القاسم، فتصرف في قضاء كثير من المدن التونسية
6 TND -
كأوركسترا ينتف المايسترو أجنحتها
مجموعته "رأس تداولته القبعات" ترجمتها إلى الإيطالية الدكتورة سناء در غموني" الأستاذة في جامعة بولونيا، وصدرت الترجمة سنة 2020 عن دار "دي فيليتشي" في إيطاليا، وفازت بجائزة ابروزو الأفضل كتاب باللغة الإيطالية لغير الإيطاليين صدر سنة 2020. وفي سنة 2021 فازت أيضا بجائزة إيطالية ثانية هي جائزة مدينة مارتينسيكورو للشعر
9 TND -
أزجال الولي الشيخ أحمد بن عروس بين تونس و مصر
ولد أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الدائم الشهير بابن عروس ( ابن عبد القادر التميمي الهواري في أواخر القرن الثامن الهجري الرابع عشر ميلادي (778 - 1373م) بقرية المزاتين الواقعة قرب مدينة الحمامات بالوطن القبلي. وبوفاة أبيه تيتم أحمد بن عروس صغيرا فربته أمه سالمة التي تعود بأصولها إلى بلدة مصراتة من البلاد الليبية، التحق بأخويه الأكبرين بمدينة تونس وباشر تعليمه في الكتاتيب ثم دفعته الحاجة إلى المزاوجة بين التعليم والعمل، وفي الأثناء أخذت تستميله حياة التصوف والزهد. وتعزز هذا التوجه لديه خاصة بعد إقامته بزاوية سيدي عياش بطبلبة، حيث تعرف على المبادئ الصوفية التي كانت رائجة بالقيروان والساحل التونسي. ثم هام على وجهه في رحلة طويلة نحو المغرب توقف برهة من الزمن بمدينة تلمسان مجاورا قبر أبي مدين شعيب وهناك بدأت تظهر عليه علامات الصلاح. وبعد الإقامة الطويلة بالمغرب، عاد منها إلى تونس وقد شب واكتملت رجولته، فاجتمع حوله الناس وكثر المعتقدون فيه وأقام في البداية بفندق الرصاص ) ثم انتقل إلى فندق ثان قريب منه، ولما كثر أتباعه والمعتقدون في بركاته مكنه السلطان محمد المنتصر بن منصور بن فارس الحفصي من زاوية له في ذلك الفندق. توفي ابن عروس في شهر صفر 0868 / 1463 م إثر نزيف أنفي فتولى السلطان الحفصي عثمان توفير الكفن ولوازم الدفن، وبما أنه كان على مرض فقد أنابه أبناؤه في حضور الجنازة والدفن داخل الزاوية وقد صلى عليه إمام جامع الزيتونة في حشد من المعلوم أن المأثورات القولية الشعبية يتم تناولها وانتقالها مشافهة فتتداولها الجماعات والأجيال مع شيء من الإضافة والتعديل من قبل الرواة والمتقبلين. وقد يحدث استثناء لهذه القاعدة فيتم توثيق التراث الشفوي كتابيا حرصا من الجماعة على تملكه والحيلولة دون تلاشيه وصونا لنفاسته وإجلاله. وهذا ما نصادفه في المدونة المنسوبة إلى الشيخ أحمد بن عروس من صلحاء القرن الخامس عشر. حيث تتداخل المعتقدات الشعبية المتصلة بالولي وكراماته مع رصيد محترم من الأدب الشعبي في شكل أزجال رائقة ما فتئت الأجيال تنشدها وتطرب لسماعها. إذا، يهدف هذا العمل إلى أن يكون مقاربة لتناول التراث الشعبي وعرضه من خلال توثيق جانب مهم منه وهو الزجل، ذلك النوع من الإبداع الشعري الذي يتوسل بلغة عربية قريبة من الفصحى ومن الدارجة في الآن ذاته. يتناول التوثيق مدونة أزجال تُنسب إلى الشيخ الولي أحمد بن عروس، وهو من أبناء تونس، عاش في القرن الخامس عشر لئن كان من الثابت أن ابن عروس شاعر زجال أضف إلى كونه مرجعا صوفيا فإن الأشعار المنسوبة إليه المنتشرة في الشمال الأفريقي ومصر على أقل تقدير يظل بعضها وقد يكون جلها محل شك في نسبتها إليه، ومرد ذلك طبيعة التراث الشعبي المنقول شفويا الخاضع للزيادة والنقصان حسب تنوع ذاكرة الرواة وتعدد البيئات الجغرافية وتعاقب الأجيال عبر العصور. لكن ما يشد الانتباه في هذا الصدد هو وضوح المقاصد المعبر عنها من ابتهالات صوفية وقيم أخلاقية وحكم اجتماعية تشكل مؤتلفة أهم مكونات الوجدان الشعبي العربي وقد صيغ في قوالب شعرية رائقة ".
8 TND -
رحيق الحياة
أين تركض هكذا يا كلكامش ؟ السر الذي تبحث عنه لن تجده أبدا لأن الآلهة عندما خلقت الإنسان خلقت معه الموت واحتفظت لنفسها بالخلود والحياة الأبدية». هكذا هو هذا الديوان ملحمة الإنسان من أول تجلياته إلى منتهاها، إنه الأب، إنه الأم، إنه الوطن.... هذا الثالوث الذي يدور في فلكه الإنسان فيجعله يقف على الربوة حينا وينحدر إلى القاع آخر... وهنا يحمل الشاعر قلمه مُعَدِّلاً ما انزاح «مؤسس الكيان»: لغة وفكرا وقيما.
9 TND -
-
سندباد الحكايا
مرر نسيمك على شجري يستنير وبشعاعه يثمر... انتماؤك ناصع، يبتدئ بالمسك ويحلق للروح.. يا باسطا كفا كريما على القلب، كوكبه ملامح القمر والإشراق .... أثريت موج الهوى بشهقة ... وشهقااات ... بحر الهوى والغرام بحار ... فنورت جداول الأشواق... متعب مالي سواك بالأعماق .... الأعماق.... فاسقني عطرا ... وردا مورقا لتشمس جناني ... مزيج ماء وعسل، ما أشهاه ... بحرك يسكر... بحر الحب أحلى من السكر... يا نسائم البدر برحلة الأقدار والتجلي... والنوارة المشتهاة المعلقة بين مروج السماء...
12 TND -
توقُ الحَمَامَة
رَسَمَ الشَّاعِر لطفِي السُّنُوسِي مَعَالِمَ قَصَائِدِهِ بِالسَّلَاسَةِ وَ اللَّيُونَةِ وَقُوَّة المُفْرَدات التي لَا تَخْدِشِ الذَّهْنِ وَذِهنُهُ يَحْوِي طَيْفًا مُتَدَفِّقًا مِنْ الْإِلْهَامِ وَالصُّوَرِ البَلَاغِيّةِ، يَتِمَّ التِقَاطُ اللَّحْظَةِ الحَاسِمَةِ فَيَنْسَكِبُ الحِبْرُ بِزُبْدَةِ التَزَاوِجِ بَيْنَ الْإِلْهَامِ وَاللَّغَةِ ... لِيَجْعَلَ مَحَاوِرَهَا مُتَعَدِّدَةً مُتَشَعَبَةً كَحَيَاةِ الإِنسَانِ، فَقَدْ سَلَّطَ الضَّوْءَ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى حَدَثِ حَكَايَةٍ فِي كُلِّ قَصِيدَةٍ وَاسْتِنْطَاقِ الْمَعْنَى فِي الصَّيَاغَةِ الشَّعْرِيَّةِ بِصُورٍ مُكَذِّفَةٍ بَيْنَ غُمُوضٍ وَإِغْمَاضٍ...
8 TND -
-
Les plus belles années de ma vie
Elle est enseignante au lycée rue du Pacha à Tunis et dans d'autres écoles secondaires en Tunisie. Elle a débuté sa carrière d'écrivaine et de poétesse bilingue (arabe et français) dès son plus jeune âge. Elle possède un parcours à la fois long et riche dans différents genres littéraires, de même que pour les articles de presse. Elle a publié son premier recueil de poèmes en arabe en 1999, intitulé <<Nostalgie de l'âme », qui a suscité de bons échos en Tunisie et dans certains milieux culturels à l'étranger. • Le Professeur Mongi Chemli l'a parrainée au départ et avait exprimé son admiration pour ses écrits bilingues. Elle a également rencontré le célébre poète Mahmoud Darwich en 1997 qui a témoigné son appréciation profonde pour la qualité de ses textes dans les deux langues. Elle a publié dans la plupart des journaux et des magazines tunisiens francophones depuis les années 1970, notamment: Dialogue, Forum, Jeunesse magazine, Le Temps, La Presse... ainsi que dans des journaux et des revues édités en arabe, et ce durant des décennies. Elle a également publié de nombreux poèmes et articles de presse dans plusieurs pays. Jusqu'aujourd'hui, elle continue à contribuer de façon intense aux événements et aux manifestations dans divers secteurs culturels en Tunisie et dans certains pays. • Elle est continûment active et engagée au sein d'associations culturelles et d'organisations de la société civile, en particulier celles ayant trait à la citoyenneté et la défense des droits de la femme... Ses efforts remarquables et ses contributions considérables dans le domaine culturel ont été reconnus et salués à maintes reprises de nombreux prix et des distinctions honorifiques lui ont été décernés à l'échelle nationale et internationale
18 TND