Operation was not accomplished
Operation accomplished successfully
No amount input found

أزجال الولي الشيخ أحمد بن عروس بين تونس و مصر

8 TND

About Book

ولد أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الدائم الشهير بابن عروس ( ابن عبد القادر التميمي الهواري في أواخر القرن الثامن الهجري الرابع عشر ميلادي (778 - 1373م) بقرية المزاتين الواقعة قرب مدينة الحمامات بالوطن القبلي. وبوفاة أبيه تيتم أحمد بن عروس صغيرا فربته أمه سالمة التي تعود بأصولها إلى بلدة مصراتة من البلاد الليبية، التحق بأخويه الأكبرين بمدينة تونس وباشر تعليمه في الكتاتيب ثم دفعته الحاجة إلى المزاوجة بين التعليم والعمل، وفي الأثناء أخذت تستميله حياة التصوف والزهد. وتعزز هذا التوجه لديه خاصة بعد إقامته بزاوية سيدي عياش بطبلبة، حيث تعرف على المبادئ الصوفية التي كانت رائجة بالقيروان والساحل التونسي. ثم هام على وجهه في رحلة طويلة نحو المغرب توقف برهة من الزمن بمدينة تلمسان مجاورا قبر أبي مدين شعيب وهناك بدأت تظهر عليه علامات الصلاح. وبعد الإقامة الطويلة بالمغرب، عاد منها إلى تونس وقد شب واكتملت رجولته، فاجتمع حوله الناس وكثر المعتقدون فيه وأقام في البداية بفندق الرصاص ) ثم انتقل إلى فندق ثان قريب منه، ولما كثر أتباعه والمعتقدون في بركاته مكنه السلطان محمد المنتصر بن منصور بن فارس الحفصي من زاوية له في ذلك الفندق. توفي ابن عروس في شهر صفر 0868 / 1463 م إثر نزيف أنفي فتولى السلطان الحفصي عثمان توفير الكفن ولوازم الدفن، وبما أنه كان على مرض فقد أنابه أبناؤه في حضور الجنازة والدفن داخل الزاوية وقد صلى عليه إمام جامع الزيتونة في حشد من المعلوم أن المأثورات القولية الشعبية يتم تناولها وانتقالها مشافهة فتتداولها الجماعات والأجيال مع شيء من الإضافة والتعديل من قبل الرواة والمتقبلين. وقد يحدث استثناء لهذه القاعدة فيتم توثيق التراث الشفوي كتابيا حرصا من الجماعة على تملكه والحيلولة دون تلاشيه وصونا لنفاسته وإجلاله. وهذا ما نصادفه في المدونة المنسوبة إلى الشيخ أحمد بن عروس من صلحاء القرن الخامس عشر. حيث تتداخل المعتقدات الشعبية المتصلة بالولي وكراماته مع رصيد محترم من الأدب الشعبي في شكل أزجال رائقة ما فتئت الأجيال تنشدها وتطرب لسماعها. إذا، يهدف هذا العمل إلى أن يكون مقاربة لتناول التراث الشعبي وعرضه من خلال توثيق جانب مهم منه وهو الزجل، ذلك النوع من الإبداع الشعري الذي يتوسل بلغة عربية قريبة من الفصحى ومن الدارجة في الآن ذاته. يتناول التوثيق مدونة أزجال تُنسب إلى الشيخ الولي أحمد بن عروس، وهو من أبناء تونس، عاش في القرن الخامس عشر لئن كان من الثابت أن ابن عروس شاعر زجال أضف إلى كونه مرجعا صوفيا فإن الأشعار المنسوبة إليه المنتشرة في الشمال الأفريقي ومصر على أقل تقدير يظل بعضها وقد يكون جلها محل شك في نسبتها إليه، ومرد ذلك طبيعة التراث الشعبي المنقول شفويا الخاضع للزيادة والنقصان حسب تنوع ذاكرة الرواة وتعدد البيئات الجغرافية وتعاقب الأجيال عبر العصور. لكن ما يشد الانتباه في هذا الصدد هو وضوح المقاصد المعبر عنها من ابتهالات صوفية وقيم أخلاقية وحكم اجتماعية تشكل مؤتلفة أهم مكونات الوجدان الشعبي العربي وقد صيغ في قوالب شعرية رائقة ".

Poetry
Edition Details