الحجاج بن يوسف

أحد أعلام النهضة الصحفية والأدبية والعلمية الحديثة في الشرق العربي، لا بل أحد زعمائها المتقدمين، عصامي نابغة بني مجده العلمي الخالد بيده، فهو رائد من رواد تجديد علم التاريخ والألسنية السامية والصحافة العربية والبحث العلمي الدقيق، كما كان أحد رواد فن القصة التاريخية الطويلة. وهو من أخصب مؤلفي العصر الحديث، وضع جملة من المؤلفات لم يسبق إليها، في التاريخ وفلسفته، واللغة وآدابها، والفلسفة، والسير والتراجم والقصص التاريخي والصحافة . ولد في بيروت ودرس في بعض مدارسها الإبتدائية إلى أن قضت عليه الأحوال بترك المدرسة لمساعدة والده في أشغاله ، درس اللغة الإنكليزية في مدرسة ليلية في مدة وجيزة . إنخرط عام 1881 في القسم الطبي في الجامعة الأمريكية، وبعد سنة غادرها إلى مصر، حيث إشتغل بالعلم وتحرير جريدة «الزمان» ثم رافق الحملة الإنكليزية على السودان مترجما . عاد إلى بيروت عام 1885 ، فانتخب عضوا في المجمع العلمي الشرقي فتعلم اللغات العربية والسريانية وأخواتهما مدة عشرة أشهر، ووضع على إثر ذلك كتابه المعروف: «الألفاظ العربية والفلسفة اللغوية ثم زار إنكلترا وعاد إلى مصر حيث إنقطع إلى التأليف والصحافة والعمل الدؤوب لتأمين نشر مجلته «الهلال» (1892) التي تعد من أمهات المجلات العربية الكبرى. خصص حياته لجلو وتظهير التاريخ العربي والإسلامي فكان بذلك من أكبر خدام القضية العربية والعامل الأكبر في البعث القومي.