تلقي المعاصرين النقد العربي القصيم

الوساطة مفردة من المفردات التي شاع استعمالها في سلك القضاء وارتبطت بحل الخصومات وفض المنازعات ، وقد انتقلت إلى النقد الأدبي عن طريق القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني الذي جعل منها عنواناً لكتابه "الوساطة بين المتنبي وخصومه" ليتيح له ذلك قدراً أكبر من الحيادية لما أراد أن يقف بين المتنبي وخصومه موقف المنصف ، وأن يزيح الركام عن تلك الخصومة ليظهر ما وراءها ... من خصومات طمست المتنبي حقه وأظهرته شاعراً كثير السطو والإغارة على شعر الآخرين ) وقد حظيت وساطته بنظرة إيجابية من جمهور النقاد في القديم والحديث فالثعالبي يصف الكتاب بما يفيد الإعجاب فسار الكتاب مسير الرياح وطار في البلاد بغير جناح) ، وإحسان عباس يقول : (إنَّ الجرجاني أبدى قدرة فائقة في الموقف النقدي، وكان في ذلك جديدًا في تاريخ النقد ( إذن الإجماع منعقد بين القدماء والمحدثين على أهمية كتاب "الوساطة بين المتنبي وخصومه" وعلى الدور الذي لعبه في معالجة الخصومات النقدية، وهذا يدفعنا إلى طرح السؤال التالي كيف تلقى النقاد المعاصرون هذه الأهمية ؟